مخدر الآيس (الشبو): ما هو؟ وكيف يرتبط بارتفاع معدلات الجريمة؟

مخدر الآيس (الشبو): خطر يهدد المجتمع وعلاقته بالجرائم

انتشار المخدرات المنشطة وتأثيرها على المجتمع

في الماضي، كان تعاطي المخدرات المهبطة مثل الحشيش، الترامادول، والهيروين هو السائد. هذه المواد تؤدي إلى تهدئة الجهاز العصبي وإحداث حالة من الاسترخاء والخمول. لكن في السنوات الأخيرة، انتشرت ثقافة المخدرات المنشطة أو الـ Stimulants، وأبرزها مخدر الشبو، المعروف أيضًا باسم الآيس أو الميثامفيتامين.

لوحظ هذا الاتجاه الجديد من خلال متابعة سلوك الشباب المصريين العائدين من دول الخليج، حيث بدأت هذه المادة تكتسب شهرة متزايدة. على عكس المواد الأفيونية، يمنح الشبو متعاطيه طاقة مفرطة، يقظة دائمة، عدم الشعور بالتعب، ونشاطًا غير طبيعي، مما يجعله أكثر خطورة وتأثيرًا على السلوك الاجتماعي.

ما هو مخدر الشبو ومكوناته؟

الشبو أو الآيس هو أحد مشتقات الميثامفيتامين، وهو من المخدرات الصناعية المعروفة باسم ATS (Amphetamine-Type Stimulants). يُصنع من مواد متاحة مثل الإفيدرين والسودوإفيدرين المستخدمة في أدوية البرد، مما يسهل إنتاجه في مختبرات غير قانونية.

تم اكتشاف الأمفيتامين والميثامفيتامين في العشرينيات، وزاد استخدامهما خلال الحرب العالمية الثانية لتعزيز اليقظة والانتباه. كما أن له استخدامات طبية في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).

طرق تعاطي مخدر الآيس

يمكن تعاطي الميثامفيتامين عبر الاستنشاق، البلع، التدخين، أو الحقن بعد إذابته في الماء أو الكحول. نظرًا لسرعة تأثيره، يحتاج المتعاطي إلى تعاطيه بشكل متكرر مما يؤدي إلى الإدمان بسرعة.

يعمل الشبو على تحفيز إفراز الدوبامين بمعدلات غير طبيعية، مما يسبب شعورًا بالنشوة القوية ويجعل المتعاطي يرغب في تكرار التجربة.

التأثيرات قصيرة وطويلة المدى لمخدر الشبو

التأثيرات قصيرة المدى:

  • زيادة اليقظة والانتباه.

  • فقدان الشهية.

  • ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم.

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.

التأثيرات طويلة المدى:

  • فقدان الوزن الحاد.

  • تآكل الأسنان بشكل ملحوظ.

  • قلق حاد واضطرابات النوم.

  • سلوك عنيف وعدواني.

  • هلوسات وجنون العظمة.

  • اضطرابات معرفية تؤثر على الحكم على الأمور، مما يزيد احتمالية ارتكاب الجرائم.

  • زيادة خطر الإصابة بفيروس HIV والتهابات الكبد بسبب تعاطيه بالحقن.

العلاقة بين الشبو وارتفاع معدل الجرائم

يؤدي تعاطي الشبو إلى تغيرات في وظائف الدماغ، خاصة في الفص الجبهي المسؤول عن ضبط السلوك والتفكير العقلاني. هذا يؤدي إلى فقدان السيطرة على التصرفات، مما يزيد من السلوك العدواني.

تظهر الدراسات أن متعاطي الشبو يرتكبون جرائم عنف مثل:

  • جرائم القتل البشعة كما حدث في بعض الحوادث الشهيرة بمصر مثل جريمة الإسماعيلية والفيوم.

  • السرقات والاعتداءات لتمويل شراء المخدر.

  • العنف الأسري، حيث يعتدي المتعاطي على أفراد أسرته.

  • الاعتداءات الجنسية والاغتصاب.

  • حوادث الطرق بسبب قيادة المتعاطين تحت تأثير المخدر.

إمكانية علاج إدمان الشبو

على الرغم من خطورة الإدمان على الشبو، فإن العلاج ممكن، وتشمل أساليب العلاج:

  • العلاج التحفيزي (MI) لتحفيز المريض على العلاج.

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT) لمساعدة المريض على التعرف على المحفزات التي تدفعه للتعاطي وتعلم كيفية تجنبها.

  • التحفيز بالمكافآت (Motivational incentives) كاستخدام قسائم شراء أو مكافآت نقدية لتعزيز الامتناع عن التعاطي.

الخلاصة

يمثل مخدر الشبو تهديدًا خطيرًا للمجتمع بسبب تأثيره المدمر على الدماغ والسلوك البشري، مما يجعله عاملًا رئيسيًا في انتشار الجرائم العنيفة. يتطلب الحد من انتشاره جهودًا كبيرة في التوعية والعلاج، إلى جانب تشديد الرقابة على مصادر تصنيعه وتوزيعه.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*